لقد تكلمنا في الدرس السابق عن
حضارات وانبياء مصر
والان سنتحدث عن
جزيرة العرب
العرب
هم الجنس الأول الذي تلقى الإسلام.
وحمل ألويته ودعوته. فجدير بنا أن نتعرف عليهم.
وحمل ألويته ودعوته. فجدير بنا أن نتعرف عليهم.
يطلق
مسمى العرب على الأقوام التي عاشت في شبه
الجزيرة العربية.
وهذه
الجزيرة يمكن أن نقسمها إلى قسمين
قلب
الجزيرة: وهي
بادية، وأهم مناطقها نجد.
دائر
الجزيرة: وسكانها
حضر، وأهم مناطقها: اليمن
جنوباً، وغسان شمالاً، الإحساء والبحرين
شرقاً، الحجاز غرباً.
أقسام العرب
الجنس
العربي هو أحد الأجناس السامية،
ولعله أكثرها محافظة على خصائص الساميين،
واللغة العربية هي أحد اللغات السامية.
ولعله أكثرها محافظة على خصائص الساميين،
واللغة العربية هي أحد اللغات السامية.
وقد
قسم المؤرخون العرب إلى:
عرب
بائدة وعرب باقية.
عرب بائدة
أي
المندثرة والفانية. ومنهم
عاد وثمود وطسم وجديس وأصحاب الرس وأهل
مدين.
أنبياء الله إلى العرب البائدة هم
هود
عليه السلام
أرسله
الله إلى قوم عاد وهم عرب،
سكنوا في منطقة الأحقاف (حضرموت) وهي أول قبيلة عبدت الأصنام بعد الطوفان،
وكانوا أصحاب قوة ومال.
فعمروا وشادوا وزرعوا. ثم عتوا عن أمر ربهم،
سكنوا في منطقة الأحقاف (حضرموت) وهي أول قبيلة عبدت الأصنام بعد الطوفان،
وكانوا أصحاب قوة ومال.
فعمروا وشادوا وزرعوا. ثم عتوا عن أمر ربهم،
فأرسل لهم هوداً وهو
منهم. فكذبوه.
قال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [الأعراف: 65، 66].
قال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [الأعراف: 65، 66].
كثروا وانتشروا
حتى إن قحطان بن عاد وذريته انتشروا في
اليمن وعرفوا بـ (عاد
الثانية) واستمروا
في طغيإنهم وعتوهم حتى أهلكهم الله.
قال تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 6 - 8].
قال تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 6 - 8].
صالح
عليه السلام
أرسله
الله إلى قبيلة ثمود،
الذين سكنوا في منطقة العلا (بين المدينة وتبوك)،
وقد كانوا بعد هلاك عاد. وهم عرب أيضاً.
وعبدوا الأصنام. أرسل الله إليهم نبيه صالحاً فدعاهم إلى التوحيد، فرفضوا،
الذين سكنوا في منطقة العلا (بين المدينة وتبوك)،
وقد كانوا بعد هلاك عاد. وهم عرب أيضاً.
وعبدوا الأصنام. أرسل الله إليهم نبيه صالحاً فدعاهم إلى التوحيد، فرفضوا،
ثم
طلبوا منه سخرية أن يخرج لهم ناقة من صخرة
صماء، فحقق الله المعجزة، ومع ذلك استمر
أكثرهم على الكفر.
فقتلوا
الناقة وبعد ثلاثة أيام جاءتهم صيحة من
السماء ورجفة شديدة من أسفلهم فأهلكتهم.
قال
تعالى: {كَذَّبَتْ
ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ
انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ
لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ
وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ
فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ
رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا
(14) وَلَا
يَخَافُ عُقْبَاهَا} [الشمس:
11 - 15].
شعيب
عليه السلام
أرسله
الله إلى أهل مدين (أصحاب
الأيكة)،
وقد سكنوا شمال غرب جزيرة العرب (تبوك وجنوب الأردن)،
وكانوا فاسدين عرفوا بقطع الطريق. وإنقاص الكيل والميزان وعبدوا شجرة ضخمة وسط الأيكة، فعرفوا بأصحاب الأيكة.
وقد سكنوا شمال غرب جزيرة العرب (تبوك وجنوب الأردن)،
وكانوا فاسدين عرفوا بقطع الطريق. وإنقاص الكيل والميزان وعبدوا شجرة ضخمة وسط الأيكة، فعرفوا بأصحاب الأيكة.
قال
تعالى: {وَإِلَى
مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا
قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ
مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا
الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ}
[هود: 84].
فاستمروا
في تكذيبهم فأباد الله جماعة منهم بعذاب
الصيحة، وجماعة أخرى بعذاب يوم الظُّلَّة.
قال تعالى:{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الشعراء: 189].
قال تعالى:{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الشعراء: 189].
وقال:
{وَلَمَّا جَاءَ
أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا
وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ
مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا
الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ
جَاثِمِينَ} [هود:
94].
من
الأمم التي أهلكها الله في جزيرة العرب
أهل حضورا (وسكنوا
بحضرموت أو اليمامة) وهم
أصحاب الرس.
قال تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ} [ق: 12].
قال تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ} [ق: 12].
عرب باقية
وهم
الباقون حتى الآن، وهم بنو قحطان وبنو
عدنان.
فبنو
قَحطان: هم
العرب العاربة (العرب
الأصليين)،
وموطنهم الأصلي جنوب الجزيرة ومنهم ملوك اليمن، والمناذرة والغساسنة، وملوك كنده، ومنهم الأزد (الذين تفرع منهم الأوس والخزرج).
وموطنهم الأصلي جنوب الجزيرة ومنهم ملوك اليمن، والمناذرة والغساسنة، وملوك كنده، ومنهم الأزد (الذين تفرع منهم الأوس والخزرج).
أما
بنو عدنان: فهم
العرب المستعربة (الذين
اكتسبوا اللسان العربي). وهم
عرب الشمال،
وموطنهم الأصلي مكة المكرمة، وهم ذرية إسماعيل بن إبراهيم، وأهم أبناء إسماعيل عدنان، ومنه انحدرت القبائل العربية.
وموطنهم الأصلي مكة المكرمة، وهم ذرية إسماعيل بن إبراهيم، وأهم أبناء إسماعيل عدنان، ومنه انحدرت القبائل العربية.
التاريخ السياسي للعرب (قبل الإسلام)
كان
العرب كما ذكرنا بدو وحضر.
والفكر السياسي عند البدو يختلف عنه عند الحضر.
والفكر السياسي عند البدو يختلف عنه عند الحضر.
قبائل
البدو
البدو
عاشوا كقبائل صغيرة متفرقة في الصحاري،
ووحدة القبيلة تربط بينها الدم والعصبية.
ولم يكن سهلاً قيام ارتباط بين عدد من القبائل لتكوين ممالك، لطبيعة التمرد وعدم الخضوع عند البدو.
ولم يكن سهلاً قيام ارتباط بين عدد من القبائل لتكوين ممالك، لطبيعة التمرد وعدم الخضوع عند البدو.
مملكة
كندة (480 - 529 م)
وهي
المملكة الوحيدة التي قامت في أواسط
الجزيرة العربية بين الحكم القبلي.
وكانت قصيرة العمر، وأول ملوكها (حجر آكل المرار) وكان تابعاً لملوك حمير في اليمن.
وكانت قصيرة العمر، وأول ملوكها (حجر آكل المرار) وكان تابعاً لملوك حمير في اليمن.
واستطاع
حفيده الحارث بن عمرو أن يمد نفوذه إلى
الحيرة.
ثم
انهار ملكهم وعادت الحياة القبلية.
وينسب امرؤ القيس (أحد شعراء المعلقات الجاهليين) إلى ملوك كنده، وقد حاول إعادة ملك آبائه ففشل.
وينسب امرؤ القيس (أحد شعراء المعلقات الجاهليين) إلى ملوك كنده، وقد حاول إعادة ملك آبائه ففشل.
ممالك
الحضر
تركزت
في ثلاث مناطق:
اليمن / الشمال / الحجاز.
اليمن / الشمال / الحجاز.
ممالك اليمن
مملكة
معين " مملكة
قتبان: (1200 ق.
م - 700 ق.
م)،
وهما متعاصرتان تقريباً.
وهما أقدم ممالك اليمن. والمعلومات المتوفرة عنهما قليلة.
وهما أقدم ممالك اليمن. والمعلومات المتوفرة عنهما قليلة.
مملكة
سبأ: (955 - 115 ق.
م)
قامت
سبأ على أنقاض معين وقتبان.
وانضمت لها حضرموت، وكانت عاصمتها مأرب،
وترجع شهرة سبأ إلى سببين هامين هما:-
وانضمت لها حضرموت، وكانت عاصمتها مأرب،
وترجع شهرة سبأ إلى سببين هامين هما:-
أ
ملكة سبأ (بلقيس)
وقصتها مع النبي
سليمان (سورة
النمل).
ب
سد مأرب العظيم الذي كانت نتيجته أن كثر
الرخاء باليمن وعمت الخيرات.
ثم
ضعف هذا السد وانهار أخيراً. فكان
سيل العرم.
فهاجر كثير من
السكان إلى الشمال، وآذن ذلك بسقوط سبأ،
وقيام حمير.
قال
تعالى: {لَقَدْ
كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ
جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ
كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا
لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ
(15) فَأَعْرَضُوا
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ
الْعَرِمِ ... } الآية
[سبأ:
15، 16].
مملكة
حمير: (115 ق.
م - 500 م):-
قامت
بعد انهيار نفوذ مملكة سبأ. واتخذت
ظفار عاصمة لها. وكان
ملوكها يلقبون بالتبابعة. وقد
خلفت سبأ وحمير آثاراً تدل على العظمة
والرقي.
ضعفت
هذه الدولة في أواخر عهدها، مما أدى إلى
احتلال اليمن من قبل الروم ثم الفرس.
سيطرة
الروم على اليمن
خَير
(ذو نواس)
ملك حمير الذي اعتنق
اليهودية خير المسيحيين في نجران بين
اعتناق اليهودية أو الموت،
فاختاروا الموت، فحفر لهم أخدوداً وأحرقهم فيه.
قال تعالى:{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ} [البروج: 4 - 6].
فاختاروا الموت، فحفر لهم أخدوداً وأحرقهم فيه.
قال تعالى:{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ} [البروج: 4 - 6].
ففر
بعضهم، واستنصروا بحاكم الحبشة المسيحي
(النجاشي)
الذي طلب مساعدة
قيصر الروم (حامي
المسيحية)
والذي أرسل السفن والسلاح، فاستطاع النجاشي إخضاع اليمن بواسطة قائده (أرياط)،
الذي سرعان ما تمرد عليه (أبرهة) أحد مساعديه، فقتله،
والذي أرسل السفن والسلاح، فاستطاع النجاشي إخضاع اليمن بواسطة قائده (أرياط)،
الذي سرعان ما تمرد عليه (أبرهة) أحد مساعديه، فقتله،
وأصبح هو حاكم
اليمن، وكان ذلك في زمن عبد المطلب بن
هاشم (جد
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم).
سيطرة
الفرس على اليمن
ثم
فر أحد أولاد ملوك حمير واسمه (سيف
بن ذي يزن) إلى
فارس، وطلب نجدتهم لإخراج الأحباش من
بلاده،
فاستجاب الفرس، فقدموا وانتصروا على الروم، ثم أمر كسرى أن يتوج سيف ملكاً على اليمن.
وبعد مقتل سيف، أرسل كسرى (وهرز) ليكون حاكماً لليمن تابعاً للفرس، وبعد وهرز حكم أبناؤه وأحفاده.
وعند بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - كان حاكم اليمن الفارسي (باذان) وهو من ذرية وهرز،
وقد دخل باذان في الإسلام عندما دُعِيَ إليه.
فاستجاب الفرس، فقدموا وانتصروا على الروم، ثم أمر كسرى أن يتوج سيف ملكاً على اليمن.
وبعد مقتل سيف، أرسل كسرى (وهرز) ليكون حاكماً لليمن تابعاً للفرس، وبعد وهرز حكم أبناؤه وأحفاده.
وعند بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - كان حاكم اليمن الفارسي (باذان) وهو من ذرية وهرز،
وقد دخل باذان في الإسلام عندما دُعِيَ إليه.