📚 شرح الأربعين النووية
📝 الدرس الأول ( المقدمة )
بسم الله الرحمن الرحيم
🌹الحمد الله رب العالمين و صلاة و السلام على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين ..
🌹أسأل الله تعالى بمنه و كرمه أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يجعل ذلك كله خالص لوجه الكريم أنه سميع مجيب .
🌹هذا شروع في دروس التعليق على الأربعين النووية للإمام النووي رحمه الله تعالى
🌹و هذا هو الدرس الأول منها ، وقبل أن نشرع في التعليق على أحاديث الأربعين أحب أن أقدم بمقدمتين ..
🌺 المقدمة الأولى :
الأربعينيات الحديثية نوعاً من أنواع التصنيف عند المحدثين
و ذلك لأن المحدثين تفننوا و تنوعت أنواع تصانيفهم في الحديث ؛ فصنفوا المسانيد و الجوامع و السنن وغير ذلك ؛
و مما صنفوا الأربعينيات ..
و يقصدون بذلك أن يجمعوا رسالة فيها أحاديث تبلغ الأربعين حديثاً ..
🌻 و أول من ألف فيها ابن المبارك - رحمه الله تعالى - ثم كثرت التصانيف بعده حتى بلغت أكثر من خمسمائة رسالة في الأربعين ؛ و بعضهم أوصلها إلى قرابة الألف ؛ و هى متنوعة في المواضيع في العبادات ؛
في العقائد ، في الجهاد ، في الزهد ، في الفضائل ، في الأذكار ، في أبواب عديدة و حتى فيما يتعلق بالأسانيد .
🍂و من غرائب الأربعينيات ( الأربعين البلدانية ) ذكر فيها الحافظ أربعين حديثاً عن أربعين صحابياً ؛ أخذها من أربعين شيخاً في أربعين بلد .
وأنواع عديدة من الأربعينيات .
🍂و سبب التصنيف في الأربعين ما ورد في الحديث :
💎 ( مَن حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَربَعِينَ حديثا .. ) و ذكر ثناء فيه ؛ و لكن هذا الحديث روى من طريق اثنا عشر صحابياً
و كلها ضعيفة ؛
🍂و يبقي عموم نصوص فضل نشر السنة كحديث :
💎( نضر الله امرأ ، سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه )
🌹 و من الأربعينيات الأربعين النووية هذه .
🌺 المقدمة الثانية عن الأربعين النووية :
🌻أما مؤلفها فهو يحيي بن شرف بن زكريا النووي .
🍂 النووي مولداً يعنى هو ولد في قرية نوى بالشام ،
🍂الشافعى مذهباً ،
🍂 الدمشقي مسكناً ..
توفي رحمه الله تعالى في عام (676) من الهجرة بعدما عاش 45 سنة ؛ هذه الخمس و أربعين سنة أمضاها في طلب العلم و كان قد نقل عنه الجد و الجلد في طلبه العلم ،
🌻حتى قال عن نفسه كنت أحضر في اليوم اثنى عشر درساً متنوعاً
🌻و ذكر بعض أهل العلم عنه أنه منذ صغره كان شغوفاً بالعلم ؛ حتى يقول أحدهم رأيته و هو صغيراً و الصبيان يكرهونه على اللعب و هو يبكي ..
🌻و اجتهد و جد في طلب العلم حتى حصل منه علماً غزيراً .
🌻 ثم شرع في التصنيف فألف من المصنفات ما لو اجتمعت له المجامع العلمية
لعجزت عن تأليفها ..!
🌻 و الغريب في مؤلفات هذا الرجل رحمه الله تعالى أنها مما طرح الله فيه الأثر والقبول
🍂فمنها الأربعين ..
🍂و منها شرح مسلم للنووي
🍂و منها المجموع شرح المهذب للفقه .
🍂 و منها رياض الصالحين .
و كتب نفع الله عز و جل بها ،
و توفي بعد ما بقي خمس و أربعين سنة رحمه الله تعالى رحمة واسعة .
🌻و أما منهجه في هذه الأربعين :
🍂 الأربعون النووية أصلها أن الإمام أبا عمر بن الصلاح جمع ما قيل فيه أنه مدار الإسلام عليه ؛ فبلغت ستة و عشرين حديثاً ثم زاد عليه الإمام النووي رحمه الله تعالى
هذه الأحاديث حتى بلغت اثنين و أربعين حديث ؛ مما قيل فيه أنه ربع الدين أو ثلث الدين أو نصف الدين أومما قيل أن عليه مدار الإسلام .
🌻 و ميزة هذه الأحاديث أنها كما قلنا جوامع من كلم المصطفى صلى الله عليه و سلم .
🌻 وكان منهج الشيخ رحمه الله في هذه الأربعين :
1⃣ أنه انتقى هذه الأحاديث الجوامع فلم يذكر في الأربعين إلا حديثاً جامعاً ؛ يشمل المعانى الغزيرة .
2⃣ ثم حذف منها الأسانيد ؛
و أبقي الصحابي لكي يسهل على من أراد حفظها ،
3⃣ أنه ينقل ما عليها من أحكام أهل العلم كالترمذي و نحو ذلك .
و قد يحكم هو رحمه الله تعالى على بعض الأحاديث التى ليس فيها حكم لأهل العلم عليها .
🍀 شرح الكتاب بشروح كثيرة و كان من أجود شروحه ..
🍂( جامع العلوم و الحكم للإمام ابن رجب )
رحمه الله تعالى ؛ و هو شرح ماتع نفيس لا يستغنى عنه طالب علم ؛ و هو على سعته و كبره إلا أنه غزير ، مليء بالدرر و الفوائد جمع فيه مؤلفه ما يفيده في المعانى و جمع فيه أيضاً العبارات عن السلف رحمهم الله تعالى .
🍀 من شروح هذا الكتاب شرح أسمه (التعيين في شرح الأربعين ) للإمام الطوفي
و هو ذو نفس أصولى كما هو معلوم .
🍀 من شروحه أيضاً
🍂( المعين على تفهم الأربعين ) لابن الملقن و هو شرح ماتع نفيس يستفيد منه طالب العلم و هو على طريقة ابن الملقن في الترتيب ،
المسألة الأولى و الثانية و هكذا .
🍀 و كذا من شروحه شرح النووى نفسه و شرح ابن دقيق العيد ، غير شروحه المتأخرة التى جاءت من المعاصرين كشرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى و غيرها ،
🌹 إذاً هذا الكتاب ميزته كما قلنا جوامع و شرح بشروح كثرة .